في عام 2125، كانت شارلوت بولاية نورث كارولينا معروفة ليس فقط كمركز مالي، ولكن أيضًا كموقع لأحد أكبر المجمعات تحت الأرض في العالم. تم بناء هذه الشبكة الضخمة من الأنفاق والغرف، والتي تسمى “تحت الأرض شارلوت”، لحماية السكان في حالة الكوارث البيئية أو الحروب. ومع ذلك، ظل الغرض الحقيقي منه لغزا بالنسبة لمعظم الناس.
كان المجمع تحت الأرض عبارة عن مدينة كاملة تحت الأرض، مجهزة بكل ما هو ضروري للحياة: المناطق السكنية والمحلات التجارية والحدائق وحتى البحيرات الاصطناعية. وقد تم تجهيز المجمع بأحدث التقنيات لدعم الحياة وضمان السلامة. ومع ذلك، لم يعرف سوى عدد قليل عن القسم السري المختبئ في أعماق الأرض حيث تم إجراء الأبحاث السرية.
وكان مدير هذه الدراسات هو الدكتور فيكتور لين، وهو عالم ومهندس متميز عمل في الحكومة الأمريكية. وكان فريقه يطور أحدث التقنيات في مجال الطاقة وميكانيكا الكم وحتى دراسة الأكوان الموازية. كان المشروع الرئيسي للدكتور لين يتعلق بدراسة الطاقة الشاذة التي اكتشفوها في أعماق الأرض أثناء بناء المجمع.
كانت هذه الطاقة، التي تسمى “كواركون”، شكلاً غير معروف سابقًا من الطاقة القادرة على التفاعل مع استمرارية الزمكان. يعتقد الدكتور لين وفريقه أن كواركون يمكن أن يوفر مصدرًا للطاقة اللانهائية تقريبًا ويفتح آفاقًا جديدة للبشرية، بما في ذلك السفر عبر الزمان والمكان. ومع ذلك، فقد تم تصنيف البحث بشكل صارم، ولم يتمكن سوى عدد قليل من الأشخاص من الوصول إليه.
وكان من بين هؤلاء المختارين عالمة شابة تدعى إيما ويلسون، وهي خبيرة في فيزياء الكم والأشكال الجديدة للطاقة. انضمت إيما إلى المشروع مؤخرًا، لكنها أثبتت بالفعل أنها واحدة من أكثر الباحثين الواعدين. كانت متحمسة وآمنت أن عملهم يمكن أن يغير العالم.
وفي أحد الأيام، خلال إحدى التجارب، لاحظت إيما تقلبات غريبة في قراءات الجهاز. وأشاروا إلى وجود جسم مجهول بالقرب من مركز الأبحاث. بعد الفحص الدقيق، اكتشف الفريق أن الجسم كان نوعًا من الشذوذ المكاني – دوامة من الطاقة قادرة على تغيير بنية الواقع. اقترحت إيما أن هذه الدوامة يمكن أن تكون بوابة لواقع آخر أو حتى لزمن آخر.
قرر الدكتور لين، الذي يدرك المخاطر المحتملة، إغلاق المشروع وتصنيف جميع البيانات. ومع ذلك، لم تتمكن إيما من التراجع. أجرت بحثًا سريًا واكتشفت أن دوامة الطاقة قد استقرت ويمكن استخدامها للمرور الآمن. اقترحت تنظيم رحلة استكشافية لاستكشاف إمكانيات الدوامة، لكن الدكتور لين رفض رفضًا قاطعًا، خوفًا من عواقب غير متوقعة.
على الرغم من الحظر، واصلت إيما بحثها سرًا عن رؤسائها. لقد ابتكرت جهازًا خاصًا يمكنه تثبيت الدوامة والسماح للناس بالمرور عبرها. لقد ألهمتها فكرة إمكانية إخفاء شيء لا يصدق خلف الدوامة، ربما شكلاً جديدًا من أشكال الحياة أو التكنولوجيا التي من شأنها أن تساعد البشرية.
في إحدى الليالي، عندما غادر معظم الموظفين، قررت إيما اتخاذ خطوة محفوفة بالمخاطر. قامت بتنشيط الجهاز ودخلت إلى الدوامة. وبعد لحظة وجدت نفسها في عالم مختلف تماما. كان هذا العالم مشابهًا للأرض، ولكن مع اختلافات ملحوظة: كانت السماء ذات لون أزرق مخضر، وكان للنباتات أشكال وألوان غريبة. أدركت إيما أنها تمكنت من الدخول إلى واقع موازٍ.
تبين أن السفر عبر هذا العالم الجديد أمر مثير ولكنه خطير أيضًا. التقت إيما بالسكان المحليين الذين بدوا وكأنهم حضارة متطورة للغاية، لكنهم كانوا مختلفين عن الناس. كان لديهم معرفة مذهلة عن الطبيعة والفضاء، واستخدموا أيضًا التكنولوجيا المعتمدة على الكواركون. أثناء التواصل معهم، تعلمت إيما أن Quarkon هو أساس عالمهم، ويستخدمونه للتنقل بين الأبعاد.
لكن الاكتشاف الأكثر إثارة للصدمة هو أن هذه الحضارة عرفت عن الأرض ولاحظت تطور البشرية. لقد اعتقدوا أن الناس لم يكونوا مستعدين بعد لاستخدام Quarkon، لأن مجتمعاتهم لم يتم تطويرها بعد بما فيه الكفاية ويمكن أن تؤذي أنفسهم وعوالم أخرى. أدركت إيما أن العودة إلى المنزل لن تكون سهلة كما توقعت.
على الرغم من الصعوبات، تمكنت من إيجاد طريقة لتحقيق الاستقرار في الدوامة والعودة إلى شارلوت. لكنها عندما عادت وجدت أن عدة أسابيع قد مرت، رغم أنه بدا لها أنها لم تغيب سوى أيام قليلة. صُدم الدكتور لين وفريقه بعودتها واكتشافاتها. تحدثت إيما عن كل ما تعلمته وعن الحضارة التي تعيش على الجانب الآخر من الدوامة.
لقد أثارت هذه الأحداث العديد من الأسئلة للإنسانية. ماذا تفعل مع كواركون؟ كيف تستخدمه دون الإضرار بنفسك والآخرين؟ وهل يستحق الأمر مواصلة البحث؟ اختلفت الحكومة والمجتمع العلمي، وتم تجميد المشروع مؤقتًا.
ومع ذلك، كانت إيما على يقين من أن هذه كانت مجرد البداية. اكتشافاتها يمكن أن تغير العالم، ولم يكن لديها أي نية للتوقف. لم تصبح Underground Charlotte مجرد كائن سري، ولكنها بوابة إلى عوالم وفرص جديدة. وعلى الرغم من وجود العديد من الأشياء المجهولة أمامها، إلا أن إيما عرفت شيئًا واحدًا – كانت مغامرتها قد بدأت للتو.