لانكستر، وهي بلدة صغيرة في كاليفورنيا تشتهر بمناظرها الطبيعية الصحراوية الحارة ولياليها المرصعة بالنجوم التي لا نهاية لها، ظلت لفترة طويلة مكانًا هادئًا وسلميًا. لكن كل شيء تغير عندما بدأت تحدث ظواهر غريبة في هذه المنطقة لم يتمكن العلماء ولا السكان المحليون من تفسيرها.
وتحدث الناس عن أضواء ساطعة في سماء الليل ظهرت فجأة ثم اختفت دون أن تترك أي أثر. وفي بعض الحالات، كانت الأجسام المضيئة تحوم في الهواء لعدة دقائق، ثم تطير بسرعة بعيدًا في اتجاه غير معروف. جذبت هذه الأحداث انتباه الباحثين ووسائل الإعلام، مما حول لانكستر إلى مركز الاهتمام.
وكان من أوائل الباحثين الذين اهتموا بهذا اللغز البروفيسور جوناثان ماسون، وهو عالم فلك وفيزيائي متخصص في دراسة الظواهر الشاذة. لقد جاء إلى لانكستر بهدف جمع البيانات وإيجاد تفسير لهذه الأحداث الغريبة.
أنشأ الأستاذ عدة نقاط مراقبة وبدأ في تسجيل الحالات الشاذة. لكنه، رغم كل معداته، لم يتمكن من تصوير الأشياء أو العثور على تفسير علمي لظهورها. علاوة على ذلك، فكلما تعمق في دراسة الظواهر، ظهرت المزيد من الألغاز.
بدأ السكان المحليون، الذين اعتادوا منذ فترة طويلة على الحياة الهادئة، في رواية قصصهم. وتبين أن حالات اختفاء الأشخاص والحيوانات أصبحت أكثر تواترا. وروى الجيران كيف اختفت كلابهم وقططهم وحتى ماشيتهم دون أن يترك أثرا. وسرعان ما تبين أن هذه الأحداث تجري بالقرب من منطقة معينة أطلق عليها السكان المحليون اسم “المنطقة الميتة”.
اشتهرت هذه المنطقة الواقعة في الصحراء بسمعتها الغامضة. لم تعمل أي من الأجهزة الإلكترونية هنا، وفقدت البوصلات اتجاهها. وقد تجنبه السكان المحليون، واصفين إياه بأنه “المكان الذي ينهار فيه الواقع”.
قرر البروفيسور ميسون إجراء بحث في هذا المجال. جمع مجموعة من المتطوعين وتعمق في الصحراء. وفي الموقع، اكتشفوا ظاهرة غريبة: يمكن رؤية بقع محترقة ضخمة ومستديرة تمامًا على الأرض. وفي وسط إحدى هذه المواقع، اكتشف الفريق جسمًا معدنيًا غريبًا، يشبه قطعة أثرية قديمة، به نقوش ورموز غير معروفة.
واقترح البروفيسور أنه من الممكن أن يكون جهازًا أو بوابة متصلة ببعد أو عالم آخر. وأظهرت الأبحاث أن القطعة الأثرية تنبعث منها موجات إشعاعية ضعيفة غير معروفة على الأرض. وقد تسبب هذا في عاصفة من التكهنات والنظريات بين العلماء وعشاق الخوارق.
ويعتقد البعض أن القطعة الأثرية كانت عبارة عن قطعة من تكنولوجيا خارج كوكب الأرض خلفتها حضارة قديمة استخدمت لانكستر كقاعدة لتجاربها. واقترح آخرون أنها كانت بوابة يمكن من خلالها الدخول إلى عوالم أو أبعاد أخرى. كما كان هناك من يؤمن بنظريات المؤامرة، مدعيا أن الحكومة تخفي الطبيعة الحقيقية لهذه الظواهر.
بعد وقت قصير من اكتشاف القطعة الأثرية، أصبحت لانكستر مكانًا للحج للعلماء والباحثين والفضوليين. كانت المدينة مليئة بالأشخاص المتحمسين لكشف لغز المنطقة الميتة. ومع ذلك، على الرغم من الدراسات العديدة، ظلت طبيعة القطعة الأثرية والغرض منها مجهولة.
وعلى الرغم من أن البروفيسور ميسون لم يجد إجابة محددة، إلا أنه واصل بحثه. كان يعتقد أن لغز لانكستر هو المفتاح لفهم ليس فقط كوكبنا، ولكن أيضًا الوجود المحتمل للعوالم الأخرى. مع كل اكتشاف جديد، أصبحت المدينة غامضة أكثر فأكثر، وتاريخها أكثر روعة.
ونتيجة لذلك، أصبحت لانكستر رمزا للغموض والبحث العلمي. أصبحت مساحاتها المهجورة تجسيدًا لرغبة الإنسان في المعرفة وكشف المجهول. تستمر المدينة في العيش، والحفاظ على أسرارها وجذب المزيد والمزيد من المغامرين.