تشتهر مدينة يوجين بولاية أوريغون بغاباتها الخلابة وتلالها الخضراء وأجواءها الفريدة من الإبداع والحرية. ولكن بين الضباب الكثيف الذي يلف المدينة غالبًا، يختبئ سر قديم لا يعرفه سوى القليل من الناس. في هذه المدينة هناك أسطورة حول “بوابة الضباب”، وهو مكان غامض تتقاطع فيه الأبعاد والعوالم المختلفة. تبدأ القصة بعالم ومستكشف شاب يعثر بالصدفة على هذا اللغز.
كان مارك ويلسون فيزيائيًا متخصصًا في ميكانيكا الكم ونظرية الأكوان المتوازية. انتقل إلى يوجين للعمل في الجامعة المحلية ودراسة الظواهر الجوية غير العادية التي لوحظت في المنطقة. ومن هذه الظواهر الضباب غير العادي الذي كثيرا ما يظهر في محيط المدينة ويختفي فجأة كما ظهر. وتحدث السكان المحليون عن ظواهر ورؤى غريبة شاهدوها خلال مثل هذا الضباب.
في أحد الأيام، خلال أحد هذه الأيام الضبابية، قرر مارك إجراء تجربة. قام بتركيب معدات لقياس المجالات الكهرومغناطيسية والإشعاع في غابة بالقرب من يوجين، حيث ترددت شائعات عن وقوع أحداث غريبة بشكل متكرر. بمجرد أن بدأ الضباب في التكاثف، سجلت أدوات مارك انحرافات كبيرة في القراءات. ولاحظ أن المساحة من حوله بدأت تتغير: بدت الأشجار وكأنها تندمج مع الضباب، وأصبحت الأصوات مكتومة.
وفجأة ظهر أمامه وهج غير عادي، وشعر مارك بدوار غريب. تقدم للأمام ووجد نفسه فجأة في مكان مختلف. نظر حوله، ورأى أن من حوله لم تكن غابات يوجين المألوفة، ولكن المناظر الطبيعية الغريبة وغير المألوفة. كانت الأشجار هنا أطول وأكثر كثافة، وكان الهواء مليئًا بالروائح غير المعروفة. أدرك مارك أنه دخل بطريقة أو بأخرى إلى عالم أو بعد آخر.
بدأ في استكشاف المنطقة المحيطة، في محاولة لفهم مكان وجوده. وسرعان ما صادف مجموعة من المخلوقات التي من الواضح أنها ليست بشرية. كانوا يشبهون البشر، لكن بشرتهم كانت خضراء وعيونهم تتوهج باللون الأزرق. بدت المخلوقات مندهشة بمظهر مارك، لكنها لم تظهر أي عدوان. وتواصلوا مع بعضهم البعض بلغة غير معروفة، واقترب أحدهم من مرقس، ودعاه بإيماءات إلى اتباعه.
تبع مارك المخلوق وسرعان ما وجد نفسه في قرية صغيرة، حيث تم الترحيب به باهتمام وحذر. حاول أن يشرح أنه لا يعرف كيف انتهى به الأمر هنا ويريد العودة إلى المنزل. يبدو أن المخلوقات تفهمه، وبدأ أحدهم، وهو شيخ على ما يبدو، في شرح أن مارك كان في عالم أطلقوا عليه اسم “أرض الشفق”. كان هذا البعد موازيًا لعالمهم ومتصلًا به من خلال “بوابة الضباب” التي لا تفتح إلا في نقاط زمنية معينة.
وأوضح الشيخ أن البوابة ظاهرة طبيعية موجودة منذ آلاف السنين. فهو يربط عالمهم بأبعاد أخرى، لكن طبيعته تظل لغزا حتى بالنسبة للسكان المحليين. تفتح البوابة فقط في أيام معينة وتتطلب شروطًا خاصة، مثل الضباب الكثيف. أدرك مارك أنه كان عليه الانتظار حتى تفتح البوابة التالية للعودة إلى المنزل.
في الأيام التالية، بقي مارك في القرية، لدراسة ثقافة وعادات السكان المحليين. لقد تعلم أن الكائنات التي تطلق على نفسها اسم “Aelites” تتمتع بحكمة ومعرفة عميقة بالطبيعة والكون. أخبروه عن العوالم الأخرى التي زاروها عبر البوابة وعن لقاءاتهم مع كائنات أخرى. اندهش مارك من هذه القصص وكتب كل ما يمكن أن يتعلمه.
وأخيرا، جاء اليوم الذي كان من المفترض أن تفتح فيه البوابة مرة أخرى. قاد النخبة مارك إلى المكان الذي دخل فيه عالمهم لأول مرة. وهناك، بين الضباب، ظهر توهج مرة أخرى، وفتحت البوابة. ودع مارك أصدقاءه الجدد وخرج إلى النور، على أمل العودة إلى المنزل.
عندما استيقظ مارك، وجد نفسه مرة أخرى في الغابة بالقرب من يوجين. وأظهرت أجهزته قراءات طبيعية، وبدا أنه لم يغب إلا لبضع دقائق. ومع ذلك، عندما فحص مارك ساعته، اكتشف أن عدة أيام قد مرت. عاد إلى المدينة وبدأ بتوثيق تجاربه، محاولاً فهم ما حدث.
قرر مارك عدم نشر قصته خوفا من عدم الثقة والسخرية. واصل بحثه محاولًا فهم طبيعة بوابة الضباب والعلاقة بين الأبعاد. ومع ذلك، فقد حافظ على اتصاله مع النخبة، وقام بزيارتهم عبر البوابة من وقت لآخر وتبادل المعرفة. أدرك مارك أنه اكتشف طريقًا جديدًا لنفسه وللإنسانية لاستكشاف الكون والعوالم الأخرى.
وهكذا، تم إخفاء أحد الأسرار المدهشة في ضباب يوجين – بوابة إلى أبعاد أخرى، تربط عوالم وحقائق مختلفة. أصبح مارك ويلسون مكتشف هذه الظاهرة، حيث كرس حياته لدراسة هذا السر المذهل وحمايته، على أمل أن تتمكن البشرية يومًا ما من استخدام هذه المعرفة بأمان ومسؤولية.