لطالما اشتهرت سان فرانسيسكو بصباحها الضبابي وتلالها شديدة الانحدار وهندستها المعمارية الفريدة. ولكن في وسط كل ذلك، كان هناك سر ينتظر الكشف عنه. تدور هذه القصة حول كيف غيّر اكتشاف عرضي حياة عالم شاب والبشرية جمعاء.
***
كان ألكسندر فيزيائيًا موهوبًا يعمل في جامعة سان فرانسيسكو. لقد جذبت أبحاثه في ميكانيكا الكم والبوابات متعددة الأبعاد انتباه المجتمع العلمي، لكنه لم يقم حتى الآن باكتشافات يمكن أن تغير حياته المهنية بشكل جذري. تغير كل شيء في يوم عادي عندما تلقى المذكرات القديمة لجده الذي توفي منذ سنوات عديدة.
تحتوي المذكرات على إدخالات حول مشروع سري شارك فيه جد الإسكندر خلال الحرب العالمية الثانية. وذكر في ملاحظاته تجارب غير عادية تتعلق بإنشاء بوابات إلى أبعاد أخرى. وصف الجد كيف تم العثور على شذوذ غريب في الطاقة في أحد المختبرات الموجودة تحت الأرض أسفل المدينة، والتي يمكن أن تكون مرتبطة بعوالم أخرى.
قرر الإسكندر، الذي اندهش من هذه السجلات، التحقق مما إذا كان هذا المختبر موجودًا. تحتوي المذكرات على إحداثيات تؤدي إلى مبنى قديم في منطقة المارينا. أخذ معه جميع المعدات اللازمة وذهب للبحث.
وتبين أن الموقع عبارة عن مبنى مهجور، وكان مدخله مخفيًا خلف القمامة والأجمة. بعد أن شق طريقه إلى الداخل، اكتشف ألكسندر مصعدًا قديمًا يؤدي إلى تحت الأرض. صرير المصعد وفرقعه أثناء نزوله إلى الأعماق حتى توقف عند مستوى لم نشاهده في الخرائط الحديثة.
تبين أن المجمع تحت الأرض ضخم. كانت الجدران مغطاة برموز غريبة، وكان الهواء مليئًا بإحساس الماضي والغموض. وفي وسط إحدى الغرف، عثر ألكساندر على جهاز غريب يشبه طوقًا معدنيًا ضخمًا، محاطًا بنظام معقد من الأسلاك والبلورات. تومض الأضواء القديمة على لوحة التحكم، مما يعطي الانطباع بأن الجهاز لا يزال يعمل.
قرر ألكساندر، بعد أن درس المذكرات والجهاز، محاولة تفعيله. قام بتوصيل أجهزته وبدأ في إدخال البيانات. وفجأة توهج الطوق بضوء ساطع، وانفتحت في وسطه بوابة يمكن من خلالها رؤية عالم آخر – سماء زرقاء وحقول خضراء ومباني غريبة في الأفق.
قبل أن يتمكن الإسكندر من العودة إلى رشده، ظهرت مخلوقات غريبة من البوابة، تشبه البشر، ولكن ذات بشرة فضية اللون وعيون متوهجة بالضوء الأزرق. لقد تحدثوا بلغة لم يستطع الإسكندر فهمها، ولكن سرعان ما وضع أحد المخلوقات يده على رأسه، وبدأ فجأة يفهم كلامهم.
لقد قدموا أنفسهم كممثلين لحضارة قديمة تعيش في بعد موازٍ، أطلقوا عليه اسم نوريا. وأوضحوا أن عالمهم كان يواجه خطر الدمار بسبب انهيار الاتصالات بين الأبعاد، وكانوا يبحثون عن المساعدة من عوالم أخرى. جعلت تقنيتهم من الممكن فتح بوابة لعالمنا، وكانوا يأملون أن يتمكن الإسكندر من مساعدتهم.
وافق الإسكندر على المساعدة. لقد كان يعلم أن هذه يمكن أن تكون فرصة لتحقيق إنجاز علمي مذهل وفرصة لإنقاذ حضارة بأكملها. خلال الأسابيع التالية، عمل جنبًا إلى جنب مع النوريين، حيث قام بدراسة التكنولوجيا الخاصة بهم ومحاولة تثبيت البوابة.
كان العمل صعبًا وخطيرًا. أصبحت البوابة غير مستقرة عدة مرات، مما هدد بتدمير المختبر والتسبب في عواقب وخيمة. لكن بفضل الجهود المشتركة التي بذلها الإسكندر والنوريون، تمكنوا من إيجاد حل.
في عملية العمل، تعلم الإسكندر الكثير عن النوريين وثقافتهم. لقد تبين أنهم مخلوقات لطيفة ومحبة للسلام، وتفوقت معرفتهم بالعلم والتكنولوجيا بشكل كبير على معرفة الأرض. لقد شاركوا اكتشافاتهم معه وساعدوا في تحسين التكنولوجيا الخاصة به.
أخيرًا، بعد أشهر من العمل الشاق، تمكن الإسكندر والنوريون من تثبيت البوابة ومنع التهديد بتدمير عالمهم. وكعربون امتنان، عرض النوريون على الإسكندر فرصة السفر إلى عالمهم ومواصلة أبحاثهم المشتركة.
قبل الإسكندر هذا العرض. كان يعلم أن الاكتشافات الجديدة والمغامرات المذهلة تنتظره في المستقبل. وأصبح أول عالم أرضي يقيم اتصالاً مع حضارة أخرى ويفتح آفاقًا جديدة للإنسانية.
قصته أصبحت أسطورة. أسس ألكساندر مركزًا للأبحاث متعددة الأبعاد في سان فرانسيسكو، حيث يمكن للعلماء من جميع أنحاء العالم العمل معًا ودراسة أسرار الكون وتطوير تقنيات المستقبل. سيُدرج اسمه في التاريخ إلى الأبد كرجل كان قادرًا على ربط عالمين وتغيير مسار التاريخ.
وعلى الرغم من أن الكثيرين شككوا في حقيقة اكتشافاته، إلا أن كل من شاهد إنجازات مركزه أدرك أن سان فرانسيسكو لديها ما هو أكثر من مجرد الشوارع الضبابية والجسور الجميلة. لقد أصبحت هذه المدينة رمزا للتقدم العلمي والأمل في مستقبل يكون فيه كل شيء ممكنا.