وكانت سياتل، مدينة المطر والتكنولوجيا، معروفة بابتكاراتها وأفكارها التقدمية. ولكن تحت سطح الحياة الحديثة كانت تكمن قوى قديمة، تنتظر على أجنحتها لتؤكد نفسها من جديد. تدور هذه القصة حول كيف غيّر اكتشاف غير عادي حياة عالم شاب والعالم كله.
***
عملت آنا كباحثة في جامعة واشنطن. تكمن اهتماماتها في التقاطع بين علم الآثار والتكنولوجيا، مما جعل بحثها فريدًا وجذب انتباه كل من الزملاء والجهات الراعية. وفي أحد الأيام تلقت رسالة غريبة من مرسل مجهول. تحدثت الرسالة عن قطعة أثرية قديمة مخبأة في مبنى قديم على مشارف سياتل. تم إرفاق خريطة بالموقع الدقيق وطلب الحفاظ على سرية كل شيء.
نظرًا لكونها شخصًا فضوليًا ومتحمسًا، قررت آنا التحقق من هذه المعلومات. أخذت معها جميع المعدات اللازمة وذهبت إلى المكان. بدا المبنى المهجور الذي قادتها إحداثياتها إليه كئيبًا وغامضًا. بمجرد دخولها، بدأت في البحث عن مدخل الزنزانة.
وبعد بحث طويل، وجدت آنا بابًا سريًا خلف أحد أرفف الكتب القديمة. أدى الباب إلى ممر مظلم، مضاء فقط بمصابيح خافتة نادرة. نزلت على درجات شديدة الانحدار ووجدت نفسها في غرفة تحت الأرض مليئة بالرموز والرسومات القديمة على الجدران.
في وسط الغرفة كان هناك جسم غريب – طوق معدني محاط بنظام معقد من الأسلاك والبلورات. تومض الأضواء القديمة على لوحة التحكم، مما يعطي الانطباع بأن الجهاز لا يزال يعمل.
قررت آنا، بعد أن درست الجهاز، محاولة تفعيله. قامت بتوصيل أجهزتها وبدأت في إدخال البيانات. وفجأة توهج الطوق بضوء ساطع، وانفتحت في وسطه بوابة يمكن من خلالها رؤية عالم آخر – سماء زرقاء وحقول خضراء ومباني غريبة في الأفق.
قبل أن تتمكن آنا من العودة إلى رشدها، ظهرت مخلوقات غريبة من البوابة، تشبه البشر، ولكن ذات بشرة فضية اللون وعيون متوهجة بالضوء الأزرق. لقد تحدثوا بلغة لم تستطع آنا فهمها، ولكن سرعان ما وضع أحد المخلوقات يده على رأسها، وبدأت فجأة في فهم كلامهم.
لقد قدموا أنفسهم كممثلين لحضارة قديمة تعيش في البعد الموازي، والتي أطلقوا عليها اسم هيلاريوم. وأوضحوا أن عالمهم كان يواجه خطر الدمار بسبب انهيار الاتصالات بين الأبعاد، وكانوا يبحثون عن المساعدة من عوالم أخرى. أتاحت التكنولوجيا الخاصة بهم فتح بوابة إلى عالمنا، وكانوا يأملون أن تتمكن آنا من مساعدتهم.
وافقت آنا على المساعدة. لقد أدركت أن هذه قد تكون فرصة لتحقيق إنجاز علمي مذهل وفرصة لإنقاذ حضارة بأكملها. خلال الأسابيع التالية، عملت جنبًا إلى جنب مع الإيلاريان، لدراسة التكنولوجيا الخاصة بهم ومحاولة تثبيت البوابة.
كان العمل صعبًا وخطيرًا. أصبحت البوابة غير مستقرة عدة مرات، مما هدد بتدمير المختبر والتسبب في عواقب وخيمة. ولكن بفضل الجهود المشتركة التي بذلتها آنا والإيلاريان، تمكنوا من إيجاد حل.
في عملية العمل، تعلمت آنا الكثير عن الإيلاريين وثقافتهم. لقد تبين أنهم مخلوقات لطيفة ومحبة للسلام، وتفوقت معرفتهم بالعلم والتكنولوجيا بشكل كبير على معرفة الأرض. لقد شاركوا اكتشافاتهم معها وساعدوا في تحسين التكنولوجيا الخاصة بها.
أخيرًا، بعد أشهر من العمل الشاق، تمكنت آنا والإيلاريان من تثبيت البوابة ومنع التهديد بتدمير عالمهم. كدليل على الامتنان، عرض إيلاريون على آنا فرصة السفر إلى عالمهم ومواصلة أبحاثهم المشتركة.
قبلت آنا هذا العرض. كانت تعلم أن الاكتشافات الجديدة والمغامرات المذهلة تنتظرها في المستقبل. أصبحت أول عالمة أرضية تقيم اتصالاً مع حضارة أخرى وتفتح آفاقًا جديدة للبشرية.
قصتها أصبحت أسطورة. أسست آنا مركزًا للأبحاث متعددة الأبعاد في سياتل، حيث يمكن للعلماء من جميع أنحاء العالم العمل معًا ودراسة أسرار الكون وتطوير تقنيات المستقبل. سيُدرج اسمها في التاريخ إلى الأبد كشخص كان قادرًا على ربط عالمين وتغيير مسار التاريخ.
وعلى الرغم من أن الكثيرين شككوا في حقيقة اكتشافاتها، فإن كل من شاهد إنجازات مركزها أدرك أن هناك ما هو مخفي في سياتل أكثر من مجرد الشوارع الممطرة والمباني الشاهقة. لقد أصبحت هذه المدينة رمزا للتقدم العلمي والأمل في مستقبل يكون فيه كل شيء ممكنا.
ومن بين هذه الشوارع الممطرة، قد يكون هناك السر العظيم التالي، الذي ينتظر الكشف عنه. عرفت آنا أن مهمتها لم تنته بعد. واصلت الاستكشاف واكتشاف عوالم جديدة ومشاركة اكتشافاتها مع الإنسانية، مدركة أن المستقبل مليء بالإمكانيات المذهلة.