تشتهر مدينة إلجين بولاية إلينوي بتاريخها الغني ومعالمها الثقافية. أحد أهم مفاخر المدينة هو مصنع الساعات الشهير الذي تأسس في نهاية القرن التاسع عشر. ومع ذلك، قليلون يعرفون أن هذه البلدة الصغيرة تخفي سرًا يتعلق بقطعة أثرية غامضة – ساعة يمكنها التحكم في الوقت. تبدأ القصة بمهندس وباحث شاب اكتشف هذا السر المذهل.
كان ألكسندر جرايسون مهندسًا ومتخصصًا في الآليات العتيقة. لقد جاء إلى إلجين للعمل على ترميم ساعة قديمة في متحف التاريخ المحلي. في أحد الأيام، أثناء فحص أرشيفات المصنع، عثر على مذكرات قديمة تخص مؤسس المصنع، هنريك إلجين. احتوت المذكرات على إدخالات حول ساعة غير عادية أطلق عليها هنريك اسم “الساعة العظيمة”. ووفقا له، فإن هذه الساعة لا يمكنها إظهار الوقت فحسب، بل التحكم فيه أيضا.
في البداية، اعتبر الإسكندر هذه السجلات بمثابة خيال لمعلم قديم، لكن اهتمامه تكثف عندما اكتشف إشارات إلى الساعة في وثائق ورسائل أخرى في ذلك الوقت. وفقًا للأسطورة، لم يكن هنريك إلجين مجرد صانع ساعات، بل كان أيضًا كيميائيًا لديه معرفة بالقوى السرية. ومن المفترض أنه قام بإنشاء هذه الساعة باستخدام النصوص والمواد القديمة للحفاظ على الوقت والتلاعب به.
قرر الإسكندر العثور على هذه “الساعة العظيمة” ومعرفة ما كان وراءها. بدأ تحقيقه بدراسة الرسومات والرسوم البيانية القديمة للمصنع، محاولًا تحديد الموقع المحتمل للساعة. وسرعان ما اكتشف أن الأرشيف يحتوي على سجلات لغرفة سرية مخبأة خلف جدار إحدى ورش العمل. في هذه الغرفة، وفقا للشائعات، أجرى هنريك تجاربه.
وبعد بحث طويل، وجد الإسكندر أخيرًا مدخل الغرفة السرية. وكان مغلقاً بباب ضخم عليه رموز قديمة. تم تعليق الرسوم البيانية والخرائط القديمة على جدران الغرفة، وفي الوسط كان هناك طاولة بها أدوات وأجزاء مختلفة من الآليات. لكن الاكتشاف الأكثر أهمية كان الساعة الموجودة في وسط الغرفة. لقد كانت ساعة قديمة ولكنها جميلة بشكل مذهل ومزينة بنقوش معقدة وأحجار كريمة.
أخرج الإسكندر الساعة بعناية من مكانها وبدأ في دراستها. ولاحظ أن آلية الساعة كانت معقدة بشكل غير عادي وتضمنت عناصر لم يرها من قبل. وفي مذكرات هنريك، وجد تعليمات حول كيفية تفعيل الساعة، ولكنه وجد أيضًا تحذيرًا من أن الاستخدام غير السليم قد يؤدي إلى عواقب كارثية.
في البداية، كان الإسكندر متشككًا، معتقدًا أن هذه مجرد آلية قديمة ليس لها أي خصائص سحرية. لكن رأيه تغير عندما قام بتفعيل الآلية بالخطأ ولاحظ تغيرات غريبة من حوله. بدأت الساعة تتوهج، وبدا أن الوقت نفسه يتباطأ من حوله. ورأى حبات الغبار تتساقط ببطء، وأصبحت الأصوات باهتة وطويلة.
بعد أن أدرك ألكساندر أن الساعة تتمتع بالفعل بخصائص غير عادية، قرر مواصلة بحثه. بدأ بتجربة هذه الآلية، وفتح إمكانيات جديدة لإدارة الوقت. يمكنه تسريع الوقت أو إبطائه، أو إيقافه، أو حتى إعادته لفترات قصيرة. ومع ذلك، فإن كل استخدام للآلية يسبب إرهاقًا شديدًا، وبدأ الإسكندر يلاحظ أن الساعة لا تتحكم في الوقت فحسب، بل تؤثر أيضًا على صحته.
وإدراكًا للخطر، قرر ألكساندر البحث عن إجابات في سجلات هنريك الأخرى. اكتشف أن الساعة العظيمة كانت جزءًا من مشروع أكبر، وهو إنشاء جهاز قادر على إيقاف أو منع الكوارث العالمية. يعتقد هنريك أنه بمساعدة هذه الساعات يمكن منع الحروب والأوبئة والكوارث الطبيعية. ومع ذلك، فقد أدرك أيضًا أن السلطة مع مرور الوقت يمكن أن تكون خطيرة ومدمرة.
قرر ألكساندر، مستوحى من أفكار هنريك، استخدام الساعة للأبد. وبدأ بوضع خطة لدراسة الساعة وإيجاد طريقة آمنة لاستخدامها. ومع ذلك، فقد فهم أيضًا أن مثل هذه المعرفة يمكن أن تصبح سلاحًا خطيرًا في أيدي الأشخاص الخطأ. ولذلك قرر إخفاء وجود الساعة وإبقائها سراً.
أعاد الساعة إلى مكانها وأغلق الغرفة، ولم يترك سوى القليل من التلميحات في ملاحظاته للأجيال القادمة. قرر الإسكندر أن العالم لم يكن مستعدًا بعد لمثل هذه الاكتشافات وأنه يجب حماية هذه المعرفة حتى تتعلم البشرية استخدامها بعناية ومسؤولية.
لذلك، في ظلال مدينة إلجين العادية، بقي أحد أعظم أسرار البشرية مخفيًا – الساعة العظيمة القادرة على التحكم في الوقت. أصبح ألكسندر جرايسون هو حارس هذا السر، وكرس حياته لدراسة هذه المعرفة المذهلة وحمايتها، على أمل أن يستفيد منها العالم يومًا ما.