تشتهر مدينة سبرينجفيلد بولاية ميسوري بمبانيها التاريخية ومناظرها الطبيعية الخلابة. ومع ذلك، خلف الشوارع الهادئة والسكان الودودين يكمن لغز لا يعرفه سوى القليل من الناس. في وسط المدينة، بين المباني القديمة والحدائق العامة، هناك مكان تدور حوله شائعات غامضة. يقولون أن هناك بوابة زمنية يمكنك من خلالها السفر إلى الماضي والمستقبل. تبدأ القصة بمؤرخ شاب اكتشف هذا السر بالصدفة.
كان ليو كين مؤرخًا متخصصًا في تاريخ المدن الأمريكية الصغيرة. لقد جاء إلى سبرينغفيلد لاستكشاف المباني القديمة والهندسة المعمارية، على أمل العثور على شيء غير عادي. في أحد الأيام، أثناء سيره في الجزء القديم من المدينة، صادف مبنى مهجورًا بدا كما لو أنه مهجور منذ سنوات عديدة. لم تظهر على أي من الخرائط وبدا أنها منسية منذ فترة طويلة.
تغلب عليه الفضول وقرر ليو الدخول. وفي الداخل، وجد رموزًا غريبة على الجدران والأرضيات، بالإضافة إلى أشياء قديمة مغطاة بالغبار. واشتد شعور الغربة عندما رأى ليو مدخلًا قديمًا مزينًا بأناقة يؤدي إلى غرفة أخرى. ومع ذلك، أثناء مروره، شعر فجأة بالدوار، وأصبح كل شيء مظلمًا أمام عينيه.
وعندما فتح ليو عينيه، وجد أنه في نفس الشارع، ولكن كل شيء من حوله بدا مختلفًا. كان الناس يرتدون ملابس قديمة، وكانت المباني تبدو مختلفة تمامًا – كما لو كان قد عاد بالزمن إلى الوراء. صُدم ليو عندما أدرك أنه ربما يكون قد مر عبر بوابة زمنية. وحاول التحدث مع المارة، لكن ملابسه وكلامه أثار الدهشة والشك في نفوسهم.
تدريجيًا، أدرك ليو أنه كان في نهاية القرن التاسع عشر، في وقت كانت فيه سبرينجفيلد لا تزال مدينة شابة ومتطورة. بدأ في الاستكشاف هذه المرة، محاولًا عدم جذب الكثير من الاهتمام. زار ليو المكتبات ودور المحفوظات، محاولًا معرفة المزيد حول ما حدث في المدينة وكيف يمكنه العودة إلى عصره.
خلال بحثه، تعرف على هنري مورتون، وهو عالم ومخترع عاش في سبرينغفيلد في ذلك الوقت. أشيع أن مورتون كان عبقريًا درس الزمان والمكان. وقيل إنه كان يعمل على إنشاء آلة زمنية أو جهاز يمكنه التلاعب بالزمن. قرر ليو أن مورتون يمكنه مساعدته في العودة إلى الحاضر.
لقد ذهب للبحث عن منزل مورتون، ولدهشته، اكتشف أنه يعيش في نفس المبنى المهجور الذي وصل من خلاله ليو إلى الماضي. طرق الباب، واستقبله هنري مورتون نفسه – وهو رجل مسن ذو عيون متلألئة ولحية طويلة. أخبره ليو عن وضعه، وصدقه مورتون، على الرغم من دهشته.
وأوضح مورتون أنه كان يعمل بالفعل على جهاز يمكنه التعامل مع الوقت. أطلق عليها اسم “بوابة الوقت”. ومع ذلك، كانت تجاربه خطيرة، فتخلى عن إجراء المزيد من الأبحاث بعد أن كاد أن يصبح محاصرًا في وقت آخر. لم يتوقع أن يتمكن أي شخص من استخدام البوابة، لأنها كانت غير مستقرة ويمكن أن تؤدي إلى عواقب غير متوقعة.
طلب ليو من مورتون مساعدته في العودة إلى المنزل. وافق مورتون، على الرغم من عدم تأكده من النجاح، على المحاولة. بدأوا بإعداد البوابة الزمنية للتنشيط وإجراء حسابات دقيقة وإعداد المعدات. خلال عمله، تعلم ليو الكثير عن الزمان والمكان والفرص المتاحة للإنسانية. وأدرك أيضًا أن التدخل كثيرًا في الماضي قد يكون له عواقب وخيمة.
وأخيراً، جاء اليوم الذي أصبحوا فيه مستعدين لإجراء التجربة. تحول مورتون نحو البوابة، وظهر نفس المدخل الذي مر من خلاله مرة أخرى أمام ليو. شكر ليو مورتون ودخل إلى البوابة. شعر بالدوار مرة أخرى، ووجد نفسه في وقته الخاص – في مبنى مهجور في سبرينغفيلد.
كان ليو سعيدًا بالعودة، لكن عقله كان مليئًا بالأسئلة. لقد عاد إلى الحاضر، ولكن إلى أي مدى يمكن أن يؤثر تدخله على التاريخ؟ عاد إلى الفندق الذي يقيم فيه وبدأ في التحقق من ملاحظاته ومصادره التاريخية. لدهشته، اكتشف أن بعض الأحداث في تاريخ سبرينجفيلد قد تغيرت. كانت هذه تغييرات طفيفة، لكنها أكدت أن السفر عبر الزمن قد يكون له عواقب.
قرر ليو أن يكتب كتابًا عن مغامراته، لكنه أدرك أن قصته يمكن أن تسبب عدم الثقة والسخرية. ووصف اكتشافاته بأنها رواية خيالية، حتى لا يلفت الانتباه بشكل غير ضروري إلى أحداث حقيقية. ومع ذلك، في نهاية الكتاب ترك تلميحًا إلى أن القصة يمكن أن تكون مبنية على أحداث حقيقية.
وبالتالي، لا تزال واحدة من أكثر الأسرار المدهشة في سبرينغفيلد – بوابة الزمن، القادرة على نقل الناس عبر الزمن. أصبح ليو كين حارس هذا السر، ويقرر أن العالم لم يكن مستعدا بعد لمثل هذه الاكتشافات. واصل بحثه، على أمل أن يفتح يومًا ما الإمكانات الكاملة لبوابة الزمن، لكنه أدرك أيضًا أن مثل هذه المعرفة تتطلب قدرًا كبيرًا من المسؤولية والحذر.