استيقظت في صباح غير عادي في شقتي المريحة في موسكو. بدا الأمر وكأنه سيكون يومًا عاديًا، لكنني كنت مخطئًا. فنجان من القهوة الساخنة والتحقق المعتاد من البريد الإلكتروني لم ينبئ بأي أحداث غير عادية. ومع ذلك، بمجرد أن فتحت الكمبيوتر المحمول وقمت بتشغيل المتصفح، وجدت نفسي في عالم مختلف تمامًا.
بدت صفحتي على جوجل غريبة: كان الشعار مزخرفًا بصورة الكرملين، وأظهرت صورة الخلفية شوارع موسكو المغطاة بالثلوج. لقد تغلب عليّ الفضول، وأدخلت السؤال “ما الذي يحدث في موسكو اليوم”. ظهرت نتائج البحث على شكل خريطة تفاعلية يمكنني استكشافها باستخدام الفأرة.
بعد النقر على العرض الأول، وجدت نفسي في وسط المدينة. كنت أرى كل شيء من حولي: الشوارع الصاخبة والسيارات والمشاة والمباني التاريخية وحتى اللافتات الإعلانية. بدأت ألاحظ أنه عندما قمت بالنقر على بعض الأشياء أو الأشخاص، بدأوا في رواية قصصهم. على سبيل المثال، ضغطت على الرجل العجوز بالقرب من العلكة، وبدأ يتحدث عن كيف رأى بناء المربع الأحمر.
قررت استكشاف هذه الظاهرة غير العادية بشكل أكبر وتوجهت إلى محطة مترو كروبوتكينسكايا. بعد أن نزلت في مترو الأنفاق، وجدت نفسي داخل محطة افتراضية في موسكو. كان لكل شخص يمر قصته الخاصة، وكل ركن من أركان المحطة يخفي أسرارًا.
من خلال النقر على امرأة مسنة تحمل سلة من الزهور، علمت أنها تأتي إلى هنا كل يوم لبيع باقاتها وتحكي قصصًا مثيرة للاهتمام عنها. التقيت برجل كان في طريقه للعمل في أحد أبراج مدينة موسكو، وتعرفت على خططه الطموحة ليصبح مهندسًا معماريًا مشهورًا.
عندما نقرت على خريطة مترو الأنفاق، ظهرت أمامي مجموعة متنوعة من المحطات، كل منها كانت تفاعلية وغنية بالمعلومات. قررت الذهاب إلى VDNH. عندما وصلت إلى المحطة، شعرت بالذهول. بدت الأجنحة الضخمة والنوافير والآثار والحدائق نابضة بالحياة وملونة. يمكنني دخول أي جناح والتعرف على تاريخه ومعروضاته الحديثة.
قررت أن أنظر إلى جناح الكون. وفي الداخل، التقيت بمجموعة من الطلاب الذين كانوا يستمعون إلى محاضرة حول إنجازات رواد الفضاء السوفييت. أخبرني أحدهم، ويدعى أندريه، عن مشروعه – وهو إنشاء نموذج لمركبة المريخ الجوالة للمشاركة في مسابقة دولية. كان حماسه معديًا، وشعرت أن اهتمامي بالفضاء قد تجدد من جديد.
بعد المضي قدمًا، ذهبت إلى حديقة غوركي، والتي تحولت إلى كنز حقيقي من القصص المذهلة. هنا التقيت بزوجين شابين، كاتيا وسيرجي، اللذين كانا يتحدثان عن موعدهما الأول في هذا المكان بالذات. أخبرتني كاتيا، التي كانت مهتمة بتاريخ موسكو، عن كل نصب تذكاري وزقاق في الحديقة.
كان الانغماس في هذا العالم الافتراضي مثيرًا للغاية لدرجة أنني فقدت الإحساس بالوقت تمامًا. لقد وجدت نفسي في أربات، وأردت أن أنظر إلى كل متجر وأستمع إلى كل قصة يمكن أن يرويها أحد المارة. التقيت في أحد المتاجر بفنان رسم صورًا حسب الطلب. وأوضح كيف أن الإلهام لعمله يأتي من شوارع المدينة نفسها.
تحرك الوقت إلى الأمام بلا هوادة، وبدأت أشعر بالتعب. أصبحت موسكو الافتراضية اكتشافا حقيقيا بالنسبة لي، وأدركت مدى ثراء هذه المدينة وتنوعها. لقد أوقفت تشغيل الكمبيوتر ورجعت إلى العالم الحقيقي، مليئًا بالانطباعات والمعرفة الجديدة.
لكن الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو أنني في اليوم التالي، عندما خرجت للخارج، بدأت ألاحظ تفاصيل صغيرة كانت قد غابت عن انتباهي سابقًا. لم تعد موسكو مجرد مدينة – بل أصبحت تاريخًا حيًا مليئًا بالمفاجآت والأسرار التي كان عليّ الكشف عنها.
ستبقى هذه الجولة غير العادية عبر موسكو الافتراضية في ذاكرتي إلى الأبد كمثال على كيفية ربطنا بالتقنيات الحديثة بثقافة وتاريخ مدينتنا.