تشتهر مدينة بومونا بولاية كاليفورنيا بحدائقها الخضراء وأسواقها النابضة بالحياة. لقد بدت هذه المدينة الغنية بالتاريخ والتراث الثقافي وكأنها تعيش في انسجام مع الطبيعة والتقدم. لكن في الآونة الأخيرة، أصبحت بومونا مركزًا للأحداث التي أجبرت سكانها على التفكير في حدود الواقع والزمن.
بدأ كل شيء عندما بدأ الضباب الكثيف، غير المعتاد في هذه المنطقة، في الظهور في مناطق مختلفة من المدينة. ظهر الضباب بشكل غير متوقع واختفى فجأة، تاركًا وراءه أحاسيس غريبة لأولئك الذين وجدوا أنفسهم في سحابته الكثيفة. أبلغ الناس عن اضطرابات في إدراكهم للوقت، والرؤى، والأشكال الغريبة التي بدت وكأنها تتحرك عبر الضباب.
كان الأمر المثير للاهتمام بشكل خاص هو الحادث الذي وقع مع جينيفر، وهي طالبة في الجامعة المحلية. في إحدى الأمسيات، عندما عادت إلى المنزل بعد انتهاء الدرس، وجدت نفسها في مثل هذا الضباب. وعندما انقشع الضباب، اكتشفت جينيفر أنها في منطقة مختلفة من المدينة، على الرغم من أنها كانت قبل دقائق قليلة في مكان مختلف تمامًا. والأكثر إثارة للدهشة هو أنها شعرت أنها لم تمضي أكثر من بضع ثوانٍ في الضباب، على الرغم من مرور عدة ساعات في الواقع.
هذه الحالات وغيرها جذبت انتباه البروفيسور ألكسندر بليك، عالم فيزياء الكم والباحث في الظواهر الشاذة. قرر البروفيسور بليك، الذي يعمل في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا، التحقيق في طبيعة الضباب. وبدأ بجمع روايات شهود العيان وإجراء الاختبارات على عينات الهواء المأخوذة من المناطق التي ظهر فيها الضباب.
اكتشف البروفيسور بليك خلال بحثه أن الضباب يحتوي على نسبة عالية من المعادن النادرة والعناصر الكيميائية التي لا ينبغي أن تكون موجودة في الغلاف الجوي في الظروف العادية. علاوة على ذلك، يبدو أن هذه المواد لها خاصية تغيير الخصائص الزمانية والمكانية للبيئة. افترض البروفيسور أن الضباب يمكن أن يكون بمثابة “بوابة” أو “نافذة” إلى حقائق مؤقتة أو موازية أخرى.
ولاختبار فرضيتهم، قام البروفيسور وفريقه بتثبيت العديد من الأجهزة العلمية في المناطق الأكثر ضبابية. لقد سجلوا تقلبات غير عادية في الطاقة وتغيرات في مجال الجاذبية. وأكدت هذه البيانات أن الضباب يمكن أن يكون بالفعل رابطًا بين تيارات زمنية أو أبعاد مختلفة.
وفي أحد الأيام، عندما عاد الضباب إلى الظهور، قرر البروفيسور بليك وفريقه إجراء تجربة جريئة. دخلوا الضباب مزودين بأجهزة خاصة لتسجيل الزمان والمكان. ويأمل الفريق أن يتمكنوا من فهم كيفية عمل هذه الظاهرة وربما إيجاد طريقة للسيطرة عليها.
وكانت التجربة ناجحة جزئيا فقط. لقد شعر العلماء بتشوهات مؤقتة وتمكنوا من اكتشاف حالات شاذة كبيرة، لكن أجهزتهم تعطلت وانقطع الاتصال مع الفريق لعدة ساعات. وعندما انقشع الضباب وجدوا أنهم على أطراف المدينة رغم أنهم كانوا يدخلون الضباب في وسطها. شعر جميع المشاركين في التجربة بالتعب الشديد والارتباك، لكن لم تكن هناك عواقب وخيمة.
توصل البروفيسور بليك إلى استنتاج مفاده أن الضباب يرتبط بظاهرة طبيعية أو اصطناعية غير معروفة، ربما مع التقنيات القديمة المفقودة للإنسانية الحديثة. واقترح أن يكون الضباب نتيجة لتفاعل سطح الأرض مع الهياكل الموجودة تحت الأرض والتي قد تكون جزءًا من الحضارات القديمة.
وسرعان ما أصبح من الواضح أن هناك بالفعل مباني وأنفاق قديمة في منطقة بومونا، تم بناؤها قبل وقت طويل من وصول الأوروبيين. وتحدثت بعض الأساطير المحلية عن “ضباب الزمن” و”أشباح الماضي”، مما دفع البروفيسور بليك إلى التكهن بأن الظاهرة قد تكون مرتبطة بهذه الهياكل القديمة.
قررت سلطات المدينة، بعد أن علمت بنتائج البحث، الحد من الوصول إلى مناطق الضباب وجذب موارد إضافية لمواصلة دراسة هذه الظاهرة. في هذه الأثناء، استمر سكان بومونا في عيش حياتهم، وإن كانوا يراقبون بحذر الضباب الغريب الذي يلف مدينتهم من وقت لآخر.
أصبحت قصة ضباب الزمن في بومونا واحدة من أكثر المواضيع التي تمت مناقشتها في الأوساط العلمية والخوارق. واصل البروفيسور بليك وفريقه أبحاثهم، على أمل كشف كل أسرار هذه الظاهرة الغامضة، وربما استخدامها لصالح البشرية. لكن في الوقت الحالي، ظل الضباب غامضًا ولا يمكن التنبؤ به، تاركًا أسئلة أكثر من الإجابات.
بومونا، المدينة التي اشتهرت دائمًا بجمالها الطبيعي وتقاليدها الثقافية، أصبحت الآن مركزًا لدراسة الظواهر الشاذة. لقد أصبح ضباب الزمن رمزا للمجهول والمجهول، مذكرا الجميع بأن واقعنا يمكن أن يكون أكثر تعقيدا وإثارة للدهشة مما نتخيل.