كولورادو سبرينغز، المدينة الواقعة عند سفح جبل بايكس بيك المهيب، كانت دائمًا تجتذب السياح والباحثين عن المغامرة. ومع ذلك، كانت هناك شائعات بين السكان المحليين حول ظواهر غريبة تحدث في الجبال، وخاصة حول المناجم القديمة المهجورة في بداية القرن العشرين.
جاء صموئيل بلاكثورن، أستاذ وباحث علم الآثار، إلى كولورادو سبرينغز لدراسة الأساطير المحلية والتحقق من شائعات عن اكتشافات غير عادية في الجبال. لفتت انتباهه إحدى القصص: قالوا إنه تم العثور على قطع أثرية قديمة لم تكن نموذجية لهذه المنطقة في أحد المناجم المهجورة.
جمع صموئيل فريقًا من طلابه وذهب إلى الجبال. لقد عثروا على المنجم الذي تحدثت عنه الأساطير وبدأوا في التنقيب. وسرعان ما اكتشفوا رموزًا غريبة على الجدران وقطعًا أثرية من الواضح أنها لا تنتمي إلى أي حضارة معروفة. بدت هذه الاكتشافات أقدم حتى من أقدم القطع الأثرية التي تم العثور عليها على الأرض.
وفي أحد الأيام، أثناء استكشافهم لأعماق المنجم، صادفوا بابًا معدنيًا ضخمًا مغطى بعلامات ونقوش غريبة. حاول صموئيل وفريقه فتحه لفترة طويلة، وعندما نجحوا أخيرًا، رأوا نفقًا خلف الباب يؤدي إلى عمق أكبر تحت الأرض.
أثناء تحركهم على طول النفق، خرجوا إلى قاعة ضخمة تحت الأرض، توهجت جدرانها بضوء أزرق ناعم. في وسط القاعة كان هناك مذبح دائري به طاقة بلورية كبيرة تنبعث منها. ويبدو أن هذه البلورة كانت مصدر الضوء في القاعة. وفجأة بدأ الهواء من حولهم يرتجف، وسمعوا همسًا هادئًا بلغة غير مألوفة.
وعندما اقترب صموئيل من البلورة ولمسها، امتلأت القاعة بالضوء الساطع، وظهر أمامهم إسقاط لرجل طويل القامة يرتدي ملابس غريبة. قدم نفسه على أنه حارس البوابة وقال إن ما وجدوه هو بوابة قديمة تم إنشاؤها للسفر بين العوالم.
وأوضح الجارديان أن حضارته، التي تسمى “الإليونتس”، كانت موجودة منذ ملايين السنين وكانت تتمتع بالمعرفة والتكنولوجيا المتفوقة بكثير على الحضارات الحديثة. لقد استخدموا البوابة لاستكشاف عوالم وأكوان أخرى، ولكن في أحد الأيام حدث خطأ ما واضطروا إلى إغلاق البوابة وإخفائها لمنع وقوع كارثة.
تم اختيار صموئيل وفريقه لإحياء معرفة الإليونت واستخدامها لصالح البشرية. ومع ذلك، للوصول إلى هذه المعرفة، كان عليهم أن يخضعوا لتجارب اختبرت حكمتهم وشجاعتهم ونواياهم الطيبة.
كان الاختبار الأول يتطلب منهم حل لغز معقد يعتمد على الرياضيات القديمة وعلم الفلك. تمكن صموئيل وطلابه، باستخدام معرفتهم ومهارات العمل الجماعي، من إيجاد الحل الصحيح وتفعيل الجزء الأول من البوابة.
الاختبار الثاني كان جسديًا: كان عليهم المرور عبر متاهة مليئة بالفخاخ والمخاطر. تبين أن أحد الطلاب، أليكس، كان ماهرًا ويقظًا بشكل خاص، وبفضل مهاراته تمكن الفريق من التغلب على جميع العقبات والوصول إلى المرحلة التالية.
أما الاختبار الثالث فكان روحيًا. كان عليهم أن يثبتوا أنهم يستطيعون استخدام قوة ومعرفة الإليونت من أجل الصالح العام، وليس لتحقيق مكاسب شخصية. قادهم حارس البوابة عبر سلسلة من الأوهام، حيث واجه كل منهم مخاوفه وشكوكه. ومع ذلك، وبفضل الدعم المتبادل والإيمان بمهمتهم، تمكنوا من اجتياز هذا الاختبار.
بعد اجتياز جميع الاختبارات بنجاح، اعترف الجارديان بأنهم يستحقون وفتح لهم أبواب عالم آخر. دخل صموئيل وفريقه عبر البوابة ووجدوا أنفسهم في مكان رائع مليء بالتكنولوجيا والمخلوقات المذهلة. لقد بدأوا في استكشاف هذا العالم الجديد، وإيجاد إجابات للعديد من الأسئلة التي أزعجت البشرية لفترة طويلة.
وبالعودة إلى كولورادو سبرينغز، جلبوا معهم المعرفة والتكنولوجيا التي بدأت في تغيير العالم. ساعدت مصادر الطاقة الجديدة والاكتشافات الطبية والإنجازات العلمية في حل العديد من المشكلات العالمية. وأصبحت المدينة مركزًا للابتكار والبحث، حيث تجتذب العلماء والباحثين من جميع أنحاء العالم.
أصبح صموئيل بلاكثورن أسطورة، الرجل الذي فتح الأبواب لعالم آخر وجلب المعرفة التي عرفها الإنسان إلى البشرية. يبقى اسمه في التاريخ إلى الأبد، وأصبحت كولورادو سبرينغز رمزا للتقدم والأمل في مستقبل أفضل. في كل مرة نظر فيها صموئيل إلى بايكس بيك، كان يتذكر رحلته المذهلة والاكتشافات التي غيرت حياته ومصير العالم كله.