أليكسي سوكولوف، عالم الفيزياء الفلكية الروسي، كان يحلم بالنجوم والكواكب البعيدة منذ الطفولة. أخذه عمله في وكالة الفضاء إلى هيوستن، تكساس، إلى مركز جونسون الفضائي الشهير. تمت دعوته للمشاركة في برنامج دولي لاستكشاف الفضاء السحيق، وكان من المقرر أن يقضي عدة أسابيع في هذا المركز، مفعمًا بروح استكشاف الفضاء والاكتشاف العلمي.
تم قضاء اليوم الأول في مقابلة الفريق والتجول في المركز. اندهش أليكسي من حجم المجمع وأحدث التقنيات وعدد المشاريع التي تم تطويرها هنا. لكن انتباهه لفت إلى منطقة واحدة مغلقة لم يتحدث عنها أحد. تم تسمية هذه المنطقة باسم “المختبر الفضائي رقم 7”.
في إحدى الأمسيات، عندما عاد معظم الموظفين إلى منازلهم، قرر أليكسي استكشاف المختبر. وعندما اقترب من الأبواب المغلقة، لاحظ أنهم يخضعون لحراسة نظام الوصول البيومتري. لكن القدر ابتسم له: فعثر على التصريح المفقود لأحد الموظفين، مما سمح له بالدخول.
كان الظلام في المختبر، لكن أليكسي أضاء الضوء ورأى أن الغرفة مليئة بالأجهزة وأجهزة الكمبيوتر الغريبة. في وسط الغرفة كانت هناك دائرة معدنية ضخمة، تذكرنا ببوابة من فيلم خيال علمي. اقترب أليكسي ولاحظ وجود لوحة تحكم بها العديد من الأزرار والشاشات.
كانت هناك مذكرات على الطاولة القريبة. احتوت على ملاحظات تفيد بأن هذه البوابة تم إنشاؤها للسفر إلى أنظمة نجمية أخرى. لقد حاول العلماء في المركز منذ فترة طويلة إقامة اتصال مع حضارات خارج كوكب الأرض واستخدام البوابة للسفر إلى النجوم. قرر أليكسي، الذي استحوذت عليه روح المغامرة، محاولة تفعيل البوابة.
باتباع التعليمات الواردة في المذكرات، أدخل إحداثيات أقرب نظام نجمي وضغط على زر التنشيط. بدأت الدائرة المعدنية تتألق وتتوهج، وبعد ثوان قليلة انفتحت أمامه بوابة تؤدي إلى المجهول. جمع أليكسي كل شجاعته وتقدم إلى الأمام ووجد نفسه على كوكب آخر.
كان المشهد غريبًا تمامًا: سماء أرجوانية وصخور خضراء ونباتات تشبه البلورات العملاقة. اتخذ أليكسي بضع خطوات وسمع فجأة صوتًا غريبًا. استدار، رأى مخلوقات تبدو وكأنها مزيج من النباتات والحيوانات. لقد نظروا إليه بفضول، لكنهم لم يظهروا العدوان.
حاول أليكسي إقامة اتصال. بدأ يُظهر بالإيماءات أنه جاء بسلام. اقترب أحد المخلوقات، ولدهشته، تحدث بلغة يفهمها.
قال المخلوق: “مرحبًا أيها الضيف الأرضي”. – لقد كنا ننتظر زيارتك لفترة طويلة. لقد ترك لنا أجدادنا معرفة بوجودك ومجيئك.
لقد فاجأ أليكسي. قدم المخلوق نفسه على أنه الرع وقال إن حضارتهم تطورت بالتوازي مع الحضارة البشرية، لكنهم أتقنوا السفر بين النجوم قبل وقت طويل من البشر. لقد بنوا العديد من البوابات التي تربط عوالم مختلفة وشاهدوا تطور الحضارات الأخرى.
دعا الرع أليكسي للقيام بجولة في مدينتهم. كانت المدينة جميلة بشكل لا يصدق، مع الهندسة المعمارية التي لا يمكن وصفها بالكلمات. كانت المباني البلورية الشاهقة والجسور العائمة والتكنولوجيا التي بدت وكأنها سحرية كلها مذهلة.
وفي وسط المدينة كانت توجد المكتبة الرئيسية التي تخزن المعرفة منذ آلاف السنين. أحضر الرع أليكسي إلى هناك وأظهر له الكتب والتحف القديمة التي تحكي عن تطور حضارتهم ومهامهم الاستكشافية. علم أليكسي أن هدفهم الرئيسي هو الحفاظ على التوازن في الكون ومساعدة الحضارات الناشئة على تجنب الأخطاء التي قد تؤدي إلى وفاتهم.
مرت عدة أيام. درس أليكسي ثقافة وتكنولوجيا الأجانب، وسجل الملاحظات وكتب انطباعاته. لقد فهم أن هذا الاكتشاف يمكن أن يغير الحياة على الأرض بشكل جذري. وأخيرا، حان الوقت للعودة.
أعطى El-Ra أليكسي بلورة صغيرة كانت بمثابة المفتاح لتفعيل البوابة على الأرض. بمساعدته، يمكن أن يعود أليكسي إلى أي زمان ومكان. وداعًا لأصدقائه الجدد، ووعد بالعودة ومشاركة معرفته مع الإنسانية.
بالعودة إلى مركز جونسون الفضائي، أغلق أليكسي نفسه على الفور في مكتبه وبدأ في كتابة تقرير عن رحلته. كان يعلم أن قصته ستثير الشكوك، لكن كان لديه أدلة: صور ومقاطع فيديو وتسجيلات تم التقاطها على كوكب آخر.
وعندما أصبح تقريره جاهزاً قدمه إلى إدارة المركز. وكان رد الفعل مختلطا: البعض لم يصدق، والبعض كان سعيدا، والبعض اقترح إجراء تحقيق. ولكن، في النهاية، تقرر إنشاء مجموعة خاصة لدراسة البوابة والاتصالات المحتملة مع الحضارات الأخرى.
أصبح أليكسي سوكولوف المستشار الرئيسي لهذه المجموعة. لقد تحقق حلمه بالنجوم والكواكب البعيدة، وأدرك الآن أن الاكتشافات والمغامرات الجديدة تنتظره. أصبحت هيوستن، المدينة التي بدأت فيها رحلته الفضائية، رمزا لبداية حقبة جديدة في تاريخ البشرية – عصر السفر بين النجوم والاتصالات مع حضارات خارج كوكب الأرض.