نيو هيفن، كونيتيكت هي مدينة غنية بالثقافة والتاريخ. وتشتهر بجامعاتها وهندستها المعمارية، لكن القليل من يعرف عن السر الغامض المختبئ في زنزانات المدينة. لعدة قرون، انتشرت شائعات حول وجود متاهة تحت الأرض تحرس المعرفة القديمة. تبدأ القصة بطالب علم آثار شاب مصمم على حل هذا اللغز.
كانت لورا ستيفنز طالبة في جامعة ييل تدرس التاريخ وعلم الآثار. في أحد الأيام، عثرت على مخطوطة قديمة في المكتبة تحتوي على إشارات إلى متاهة غامضة مخبأة تحت شوارع نيو هافن. وكانت الوثيقة مكتوبة بلغة قديمة وتحتوي على تلميحات لمقاطع سرية ومعرفة خفية. من باب الفضول، قررت لورا البحث في الموضوع ومعرفة ما إذا كانت المتاهة موجودة بالفعل.
في البداية، واجهت لورا عدم الثقة والتشكيك من زملائها وأساتذتها. لكن إصرارها ورغبتها في العثور على الحقيقة ساعدها في الحصول على الدعم من العديد من الأصدقاء ومدرس متخصص في اللغات القديمة. بدأوا في البحث في أرشيفات المدينة والخرائط القديمة والأساطير للعثور على آثار المتاهة.
وبعد عدة أشهر من البحث، تمكنت لورا وفريقها من العثور على عدة خرائط قديمة تشير إلى الموقع المحتمل للممرات تحت الأرض. كانت هذه الخرائط مجزأة ومتضررة بشدة، لكنها قدمت إرشادات كافية لبدء التنقيب. بدأ الفريق في البحث عن مدخل الزنزانة وسرعان ما عثروا على فتحة حجرية قديمة كانت مخبأة تحت طبقة من الحطام والأرض.
عند فتح الفتحة، وجدوا درجًا قديمًا يؤدي إلى الأسفل. كان الجو مظلمًا وباردًا في الداخل، ولكن مع وجود الفوانيس في أيديهم، بدأ الفريق في النزول. وعندما وصلوا إلى الطابق السفلي، انفتح أمامهم نفق واسع مزين برموز وصور غريبة. وكانت هذه بداية المتاهة التي تحدثت عنها الأساطير.
أثناء تنقلها عبر الممرات والأنفاق المتاهة، عثرت لورا وأصدقاؤها على قطع أثرية قديمة وبقايا مباني قديمة وحتى كتب مكتوبة باللغات المنسية. لقد أدركوا أن المتاهة تم إنشاؤها بواسطة حضارة قديمة كانت لديها معرفة سابقة لعصرها. لا تتعلق هذه المعرفة بالعلم والفن فحسب، بل تتعلق أيضًا بالقوى الغامضة التي مكنت من التلاعب بالواقع.
ومع ذلك، مع كل خطوة، واجهوا تحديات جديدة. لم تكن المتاهة مجرد شبكة من الأنفاق تحت الأرض؛ كانت محمية بالفخاخ والألغاز التي تحتاج إلى حل. مرت لورا وفريقها بالعديد من التجارب للوصول إلى مركز المتاهة، حيث، وفقًا للأسطورة، تم الاحتفاظ بالكنز الرئيسي – كتاب المعرفة.
وعندما وصلوا إلى المركز، ظهرت أمامهم غرفة ضخمة مزينة بالنقوش والفسيفساء. في وسط الغرفة، على قاعدة التمثال، كان هناك كتاب قديم. توجهت لورا بحذر نحو الكتاب وفتحته. وتضمنت الصفحات معرفة عن الحضارات القديمة والتقنيات وأسرار الكون. ولكن مع هذا اكتشفوا تحذيرًا: “من يطلب العلم يجب أن يكون مستعدًا للعواقب. فالجاهل يمكن أن يجلب كارثة للعالم.”
أدركت لورا أن هذا الكنز يمكن أن يغير مجرى التاريخ، ولكنه يجلب الخطر أيضًا. قرروا مع الفريق عدم الكشف عن سر المتاهة وإبقاء وجودها سراً حتى تصبح البشرية جاهزة لمثل هذه المعرفة. أغلقوا مدخل المتاهة وعادوا إلى السطح، وقرروا الحفاظ على سرية اكتشافاتهم.
بعد عودتها إلى الجامعة، بدأت لورا وفريقها في توثيق النتائج التي توصلوا إليها والبحث في النصوص القديمة لفهم كيف يمكن استخدام معرفة القدماء لتحقيق الخير. لكنهم أقروا أيضًا بمسؤولية حماية هذه المعرفة والحاجة إلى منع إساءة استخدامها.
وهكذا، فإن نيو هيفن، المدينة ذات التاريخ الغني، كانت تخفي تحت شوارعها أكثر بكثير مما يمكن تصوره. أصبحت لورا وفريقها حراس هذا السر، وتعهدوا بحماية معرفة الحضارة القديمة حتى تصبح البشرية مستعدة لاستخدامها بحكمة وحذر.