تشتهر مدينة بيمبروك باينز بولاية فلوريدا بشواطئها المشمسة وحدائقها الخضراء وحياة المدينة النابضة بالحياة. للوهلة الأولى، هذه مدينة حديثة عادية، ولكن خلف شوارعها الهادئة يكمن سر قديم مرتبط بقطعة أثرية غامضة – مرآة يمكنها الكشف عن أحداث الماضي. تبدأ القصة بمؤرخ وباحث شاب اكتشف بالصدفة هذه المرآة الغامضة.
كانت آنا روبنسون، أستاذة التاريخ في إحدى الجامعات المحلية، مهتمة دائمًا بالتحف والثقافات القديمة. في أحد الأيام، أثناء بحثها في الأرشيفات المحلية، عثرت على خريطة قديمة تُظهر مكانًا يسمى “بيت الزمن”. وقد ذكر على الخريطة أن هذا المنزل يحتوي على قطع أثرية يمكنها كشف أسرار الماضي. قررت آنا، مفتونة، معرفة ماهية هذا المكان وما إذا كان موجودًا بالفعل.
أثناء البحث في تاريخ المدينة، علمت آنا أن “بيت الزمن” كان قصرًا قديمًا تم بناؤه في أوائل القرن الثامن عشر على يد أحد المستوطنين الأوائل، جون ويتكروفت. كان يوحنا معروفًا بأنه رجل مهتم بالتصوف والتنجيم. غالبًا ما كان يجري التجارب ويبحث عن طرق للنظر إلى الماضي. تقول الأسطورة أن قصره كان يضم قطعة أثرية يمكنها فتح بوابة عبر الزمن.
ذهبت آنا إلى المكان الذي يجب أن يقع فيه القصر وفقًا لحساباتها. لدهشتها، اكتشفت مبنى قديمًا مهجورًا، يكاد يكون مختبئًا خلف الغابة. عندما دخلت إلى الداخل، شعرت بجو غريب، وكأن الزمن قد توقف هنا. أثناء تجوالها بين الغرف، عثرت على العديد من الأشياء والوثائق الأثرية، لكن أهمها كانت مرآة كبيرة تقف في إحدى الغرف الخلفية. تم تزيين الإطار الضخم للمرآة بنقوش ورموز لم تتمكن آنا من التعرف عليها.
أثناء استكشاف الوثائق، اكتشفت آنا مذكرات جون ويتكروفت. وكان يحتوي على ملاحظات حول مرآة أطلق عليها اسم “مرآة الزمن”. ووفقا له، تم العثور على المرآة في معبد قديم في إحدى جزر البحر الكاريبي ولديها القدرة على إظهار أحداث الماضي. وادعى يوحنا أنه بمساعدتها رأى الحضارات القديمة والأحداث التاريخية كما لو كان هناك بنفسه.
آنا، كونها متشككة، لم تصدق هذه القصص في البداية. لكن فضولها تغلب عليها وقررت إجراء تجربة. واقفة أمام المرآة، تذكرت إحدى القصص التي درستها لفترة طويلة – قصة حطام السفينة التي وقعت بالقرب من بيمبروك باينز في القرن الثامن عشر. وفجأة بدأت المرآة تتوهج، وظهرت أمام عيني آنا صورة: رأت عاصفة ومحيطًا هائجًا وسفينة قديمة تصارع الأمواج.
صدمت آنا مما رأت، وأدركت أن المرآة لها خصائص غير عادية حقًا. وقررت استخدامه لمعرفة المزيد عن أحداث الماضي، وخاصة تلك التي لم تكن مفهومة جيدا أو ظلت لغزا للمؤرخين. بدأت بإجراء جلسات منتظمة مع المرآة، وفي كل مرة تنغمس في العصور والأحداث الجديدة.
ومع ذلك، مع كل جلسة جديدة، بدأت آنا تلاحظ تغيرات غريبة من حولها. بدأت تحدث ظواهر غير عادية في المنزل: أصوات حفيف، وحركات الظل، وتغيرات في درجات الحرارة لا يمكن تفسيرها. ولاحظت أيضًا أن انعكاسها في المرآة يتحرك أحيانًا بشكل مختلف عنها. في البداية اعتقدت أن هذا مجرد خيالها، لكنها سرعان ما أدركت أن المرآة لا يمكن أن تكون مجرد نافذة على الماضي، ولكنها أيضًا بوابة تربط بين جداول زمنية مختلفة.
قررت آنا التعمق أكثر في البحث ووجدت ملاحظات جون ويتكروفت بأنه هو نفسه واجه ظواهر مماثلة. وكتب أن المرآة لا تظهر الماضي فحسب، بل يمكنها أيضًا التأثير على الحاضر، وتغيير مسار الأحداث. وحذر جون من العواقب المحتملة لاستخدام المرآة بشكل غير صحيح وأوصى بشدة بالابتعاد عن قوتها.
ومع ذلك، على الرغم من التحذيرات، لم تستطع آنا التوقف. أصبح بحثها أعمق وأعمق، وبدأت في إجراء تجارب أكثر خطورة. وفي أحد الأيام، قررت أن تحاول تغيير الماضي، على أمل تصحيح أحد المظالم التاريخية. وركزت على الحدث وحاولت التدخل، لكن تصرفاتها أدت إلى عواقب غير متوقعة. وفي الواقع، بدأت تحدث تغيرات غريبة: فقد نسي الناس أحداثًا لم تحدث من قبل، وبدأت بعض الحقائق التاريخية تتغير.
أدركت آنا أن تجاربها يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على الواقع. قررت التوقف عن البحث ومحاولة تدمير المرآة. ومع ذلك، تبين أن المرآة ليس من السهل تدميرها. وأي محاولات لكسرها أو إتلافها انتهت بالفشل. أدركت آنا أن الطريقة الوحيدة لوقف تأثير المرآة هي إخفائها إلى الأبد.
أغلقت المرآة في غرفة قديمة بالقصر وأخفت مفاتيحها وسجلاتها في مكان سري. قررت آنا مغادرة المدينة ومواصلة حياتها بعيدًا عن القوى الغامضة التي واجهتها. كتبت اكتشافاتها وتحذيراتها في مذكراتها التي كانت تأمل ألا يجدها أحد.
لذلك، في بلدة بيمبروك باينز الهادئة، لا يزال أحد أعظم الأسرار مخفيًا – مرآة الزمن، القادرة ليس فقط على إظهار الماضي، ولكن أيضًا التأثير على الحاضر. أصبحت آنا روبنسون آخر حارسة لهذا السر، على أمل ألا يكتشف أي شخص آخر قوة لا يستطيع السيطرة عليها.